الأحد 26 كانون الأول 2010
26 كانون الأول 2010
الأحد 26 كانون الأول 2010
العدد 52
الأحد بعد ميلاد المسيح
اللحن السادسة الإيوثينا التاسعة
26: عمانوئيل الالهي. عيد جامع لوالدة الاله، الشهيد آفثيميوس، يوسف خطيب مريم. * 27:استفانوس أول الشهداء ورئيس الشمامسة، ثاوذورس الموسوم. * 28: الشهداء العشرون ألفاً الذين أُحرقوا في نيقوميذية . *29: الأطفال الـ /14/ ألفاً الذين قتلهم هيرودوس، البار مركلّس. * 30: الشهيدة في البارّات أنيسية. * 31: وداع عيد الميلاد، البارة ميلاني التي من رومية.
رسالة الميلاد
الميلاد:
ميلاد المسيح، الإله-الإنسان؛
بدء حضور السماء على الأرض؛
سكنى المولود الإلهي بيننا؛
ظهور نور الله الذي يضيء ظلمة حياتنا؛
انكشاف ابن الله في تواضعه ومحبّته للبشر؛
التواضع الأقصى والمحبّة الكاملة ظهرا على الصليب.
"لمَّا حان ملءُ الزمان أرسل الله ابنَه مولودًا من امرأةٍ مولودًا تحت الناموس ليفتدي الَّذين تحت الناموس لننالَ التبنِّي" (غلاطية 4: 4-5).
الآن نعرف جيِّدًا أنَّ تدبير الله هذا كلّه غايته أن يجعلنا أبناءً حقيقيِّين له، لا عبيدًا نخافه، ولا أُجَرَاءَ نقوم بمجرّد واجبات فرائض تجاهه، بل أحبَّاءَ بالمسيح، كما صوَّت مرَّةً نحو ابنه الوحيد على ضفاف الأردن: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت".
طبعاً المسيح هو وحده ابن الله بالجوهر. نحن أبناء الله بالنعمة الإلهية، نعمة المعموديّة.
* * *
نعم، نحن في المسيح خليقة جديدة (2 كو 5: 17). الميلاد بدء خلق جديد. الخالق يصبح إنساناً جديداً برنامجه أن يجدِّدَ الخليقةَ كلّها. الابن خالِقٌ مع الله الآب (Co-Créateur)، ونحن المخلوقين على صورة الله أصبحنا في المسيح مشارِكينَ معه، عن طريق النعمة الإلهيَّة، في تجدُّد الخليقة.
والآن، ماذا نقول بعد؟! لا نستطيع أن ندخُلَ بصدقٍ في هذا العيد، عيد الميلاد، إلاّ بالتَّواضع والتَّوبة. جاءنا يسوع مولوداً في مذودِ البهائم، فكيف يحقُّ لنا أن نلقاه في البهرجة والتَّرَفِ والسُّكْرِ والعربدة؟! هذا عيبٌ علينا نحن المسيحيِّين. أرجوكم أيُّها الأبناء الأحبَّاء أن تتذكَّروا أنَّ إلهَكُم الذي قبل الدهور جاءَ طفلاً مُقَمَّطًا في مذودٍ لكي يعلِّمَنا التواضع وبساطة العيش. تذكَّروا الفقراء في هذا الموسم تَلْقوا الرَّبَّ بفرح عظيم كما لاقاه الرُّعاة مرنِّمين: "المجدُ لله في العُلى وعلى الأرضِ السَّلام وفي النَّاس المَسَرَّة".
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
* * *
طروبارية القيامة باللحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّة ظهروا على قبرك الموّقر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبْيتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ، المجدُ لك.
طروبارية القديس يوسف باللحن الثاني
يا يوسف بشّر داود جدَّ الإله بالعجائب الباهرة، لأنكَ رأيتَ بتولاً حاملاً، فمع الرعاة مجَّدت، ومع المجوس سجدت، وبالملاك أوحي إليك. فابتهل إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
طروبارية عيد الميلاد باللحن الرابع
ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهنُا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ، المجدُ لك.
قنداق الميلاد باللحن الثالث
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربِ إليه. الملائكة مع الرعاة يمجِّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد، الإلهُ الذي قبلَ الدهور.
الرسالة:
غلا 1: 11-19
رتِّلوا لإلهنا رتِّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي
يا إخوةُ، أُعلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأني لم أتسلَّمْهُ أو أتعلَّمْه من إنسان،ٍ بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتُم بِسيِرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أني كنتُ اضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وأدمِّرُها. وأزيدُ تقدُّمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي من جِنسي بِكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تَقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى اللهُ الذي أفرزني من جوفِ أمي، ودعاني بنعمتِه، أنْ يُعلِن ابنَهُ فيَّ لأُبشِرَ بهِ بينَ الأُمم،ِ لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم،ٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليم،َ إلى الرسلِ الذين قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديارِ العربِ. وبعدَ ذلكَ رَجَعتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ، فأقمتُ عندَهُ خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.
الإنجيل:
متى 2: 13-23
لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، ليتمَّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوت ابني. حينئذٍ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوسَ سخروا بهِ غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيت لحم وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ أرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِ ظهر ليوسفَ في الحلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبي. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهودية مكانَ هيرودس أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليل، وأتى وسكن في مدينة تُدعىَ ناصرة ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصرياً.
في الإنجيل
في هذا المقطع الإنجيلي من بشارة متى نرى أنفسنا أمام جريمة قتل أطفال بيت لحم التي ارتكبها الملك هيرودس بعد ولادة المخلص في بيت لحم لأنه اضطرب جداً عندما سمع بنبأ ولادة يسوع.
فهو كخدّاع يراوغ وينصب المكائد ويدعو المجوس سراً ويتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر، ثم يرسلهم إلى بيت لحم. وبعد هذا نراه يغضب ويقتل أطفال بيت لحم وهو الملك الروماني الحريص جداً على ملكه، ولم يتهاون أمام أي تهديد يطال عرشه. وقد قيل عنه أنه لم يتوانَ عن قتل عدد من أبنائه وزوجته عندما أحسّ بأنهم يشكلون خطراً على عرشه، ما يوضح أن قتله أطفال بيت لحم الأبرياء ليس غريباً عن تصرفه.
هذا ما يجعلنا نعرف لماذا سعى هيرودس إلى القضاء على الرب يسوع. فهيرودس هو نموذج السلطان الذي يرفض أن يقوم إزاءه أحد. إنه نموذج السلطة التي تحمل في ذاتها طاقة الحقد فالقتل. السلطة التي ما إن تحس أنها مهددة حتى تستيقظ فيها شهوة الإبادة، شهوة الدم، دم الأبرياء.
أما السؤال الذي يطرحه الكثيرون بعد هذه الحادثة فهو: لماذا ارتضى الرب يسوع موت أطفال بيت لحم؟ هل لكي ينجو بنفسه؟ طبعاً الكنيسة لا تجيب عن هذا السؤال إنما تقول إن أطفال بيت لحم هم الشهداء الأوائل الذين سقطوا باسم يسوع بعد ولادته بالجسد، وهم اليوم وعد الفداء الآتي، تقدمة الفرح الحاصل بالفصح الأبدي، وهم يشيرون إلى الذين سيؤمنون بالرب يسوع وسيكونون عرضة للاضطهاد على مثال معلمهم الذي أهرق دمه على الصليب لأجل حياة العالم.
في هذا الإنجيل هيرودس والرب يسوع ملكان نقيضان: الأول يصوغ سلطانه بدم الأبرياء، والثاني يصوغه بدم جسده. ألا أعطانا الله عدم التسلط بعضنا على البعض، ونجّانا من المتسلطين الذين يخافون يسوع لأنه يفضح أعمالهم. ويبقى هو وحده متسلّطاً على قلوبنا بمحبته لنا لأن له وحده سلطان الحياة والموت.
التواضع الكبير
"... فليكن في ما بينكم الشعور الّذي هو أيضًا في المسيح يسوع. فمع أنّه في صورة الله لم يعدّ مساواته لله غنيمة بل تجرّد من ذاته متخذًا صورة العبد، وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان فوضع نفسه وأطاع حتّى الموت موت الصليب..."
(فيليبي 2: 5-8)
ثمّة ترجمة أخرى وردت للنّص الّذي نقله إلى العربية د. فانديك ورفاقه تقول : "فليكن فيكم الفكر الّذي للمسيح يسوع..."، ووردت هذه الآية في التلاوة الطقسية لهذا المقطع من رسالة بولس بالصيغة التالية: "فليكن فيكم التواضع...". والغريب أن الكثيرين من المؤمنين يرددون صيغة فانديك "فليكن فيكم الفكر الّذي للمسيح يسوع" ويقفون عند هذا الحدّ دون أن يتابعوا قراءة المقطع الّذي فيه التأكيد الصريح أن المقصود بالفكر هو التواضع الصّادق الّذي يبلغ بالمؤمن إلى الإمّحاء والانسحاق. "فكر المسيح"، في سياق المقطع، لا يعني منظومة مبادىء ومفاهيم، إنّه التّواري.
نعرف تمامًا أن المسيحيّة ليست أفكارًا نحفظها ونشرحها، ولكنّها ذوق للحياة في المسيح ومعه. إنّها ديانة الشخص الذّي يسكن فينا وينير كياننا برمّته، لأنه تجسّد وصار في البشرة. إنّها تشبّه بالمسيح الذّي "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد... وأطاع حتى الموتِ موتِ الصليب".
وكثيرًا ما نتلطّى وراء هذه الآية لنحكم على فكر الآخر بالجنوح والهرطقة. ونجعل منها ترسًا نحتمي وراءه لندين الآخرين من عليائنا، مدّعين أننا وحدنا نمتلك الحقيقة، وأن الرّوح القدس، الملهم والموحي، يخصّنا وحدنا.
إنّ كلّ استعمال للآية هذه بمعنى التعليم ومراقبته فقط هو مَسخ لها وتحوير لمعناها المقصود. وكلّ من يستخدم هذه الآية من باب انتقاد الّذي أمامه، ومن باب ادّعاء العصمة واحتكار الحقيقة، يقع، بشكل أو بآخر، في فخّ الكبرياء حينًا، وفي عثار الصّلف أكثر الأحيان.
واليوم، لمناسبة الميلاد المجيد، يدعونا الرسول بولس إلى فضيلة التواضع، إذ العيد هو عيد التنازل والاتضاع، عيد التواضع الكبير.
وفي هذا التواضع كتب المثلث الرحمة البطريرك الياس الرابع (معوَّض)، وممّا قاله: "...تعانقت بيت لحم والجلجلة. تعانقت المحبة والتواضع ففتح هذا العناق أبواب الفردوس وسمعنا نحن الّذين أتعبتنا نشائد الخطيئة أجواق الملائكة ترتّل سلامنا وسموّنا وتحرّرنا وخلاصنا...
" ... يا لَلتواضع العظيم! المحبة وحدها تعرف كيف تتواضع وتعرف كيف ترفع. التواضع هو التعبير الحقيقي لفعل المحبّة والإفصاح الكلّيّ عن مضمونها. لا محبّة بدون تواضع ولا تواضع خارجها ولا فصل بين الاثنين. بالمحبة نولد وبالتواضع نرتفع. التواضع هو الباب المفتوح الّذي خصّصه اللّه للدخول منه إلى محبته الكبرى، والله هو الّذي فتحه ليخرج منه متواضعًا، وينزل إلينا ليرشدنا إلى السلّم لنصعده نحن بعد اشتراكنا بسر تواضعه.
"أيّها الطفل الإلهي! بمولدك جعلت المغارة سماء، قدّستها وبها قدّست كل العالم الترابي. بتجسدك جعلت الفاني لا يفنى. وبتجسّدك علّمتنا أن جسدنا مقدّس... بتجسدك فتحت أمامنا أبواب الرّجاء..."
أخبـــارنــــا
نشرة الكرمة في عامها السابع عشر
لمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد، تتقدم أسرة نشرة "الكرمة" إلى المؤمنين الكرام بالمعايدة، سائلة الرب يسوع المولود في مغارة لأجل خلاصنا، أن يغمرنا معه بنوره القدوس ليضيء قلوبنا بنعمته ومحبته للبشر، فنهتدي جميعنا اليه متجسداً في قلوبنا ونفوسنا وأجسادنا كما اهتدى اليه المجوس وسجدوا له.
ونطلب من الرعايا كافة تجديد اشتراكها في نشرة الكرمة للعام 2011 مع تحديد عدد النسخ الأسبوعية التي يريدون وذلك بالاتصال بدار المطرانية (قبل الظهر)