الأحد 28 حزيران 2009
28 حزيران 2009
الأحد 28 حزيران 2009
العدد 26
السنة الخامسة عشرة
اللحن الثاني الإيوثينا الثالثة
طروبارية القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
القنداق باللحن الثاني
يا شفيعة المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ، وأسَرعي في الطلَبةِ، يا والدةَ الإله المتَشفعةََ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
رو 5: 1-10
قوَّتي وتسبحتي الربُّ
أدبًا أدَّبني الربُّ
يا إخوةُ، إذ قد بُرّرنا بالإيمانِ فلنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصَلَ أيضاً لنا الدُخولُ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقِيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائِد، عالِمينَ أن الشِدَّةَ تُنشئُ الصبر،َ والصبرُ يُنشئُ الإمتحانَ، والإمتحانُ الرجاءَ، والرجاءُ لا يُخزي، لأنَّ محبَّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطِيَ لنا. لأنَّ المسيحَ إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ ماتَ في الأوانِ عن المنافِقين، ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ. فلعلَّ أحداً يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالح. أما الله فَيدُلُّ على محبَّتِه لنا بأنَّهُ إذ كنَّا خَطأةً بعدُ مات المسيحُ عنَّا. فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرّرنا بدمِهِ نخلُصُ بهِ من الغَضَب. لأنَّا إذا كنَّا قد صُولِحنا معَ اللهِ بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداءٌ فبالأحرى كثيراً نخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.
الإنجيل:
متى 6: 22-33 (متى 3)
قال الربُّ: سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نيرًّا. وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون. لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربيَّنِ، لأنُّهُ إمَّا أنْ يُبغِضَ الواحِد ويُحِبَّ الآخَرَ أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرْذُلَ الآخر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمالَ. فلهذا أقولُ لكم لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادِكم بما تلبَسون، أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس. أنظروا إلى طيور السماءِ فانَّها لا تزرعُ ولا تحصِدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ، وأبوكم السماوي يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها. ومن منكم إذا اهتمَّ يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعًا واحدة. ولماذا تهتمُّونَ باللباس. اعتَبروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِلُ، وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَهُ في كلِ مجدِهِ لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها. فإذا كان عشبُ الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسهُ اللهُ هكذا أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان. فلا تهتُّموا قائلين ماذا نأكُلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَسُ، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم. لأنَّ أباكم السماويَّ يعلمُ أنَّكم تحتاجون إلى هذا كلّهِ. فاطلبوا أولاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.
في الرسالة
يوضح الرسول بولس في الرسالة إلى كنيسة رومية المخطّط الإلهيّ الثلاثيّ المراحل:
1. مرحلة عصيان الله والوقوع تحت الغضب الإلهيّ.
2. مرحلة المصالحة مع الله والبرّ بالإيمان وامتحان المحبّة والصبر في رجاء الحياة الأبديّة.
3. مرحلة قيامة الأموات والدينونة واقتناء الأبرار مجد الله والحياة الأبديّة.
فيوضح بولس أنّ الجميع، يهودًا وأمميّين، كانوا قبل مجيء المسيح، واقعين تحت الغضب الإلهيّ كونهم عاصين الله. فاليهود قد عصوا مشيئة الله التي عبّر عنها في شريعة موسى، ولم يقدروا أن يُتمّموا الشريعة فينالوا البرّ نتيجة ذلك؛ فالكتاب يشهد أن لا بار، ولا واحد. والأمميّون (أو الوثنيّون) قد عصوا الإرشادات الإلهيّة التي وضعها الله في ضمائرهم، وعاشوا بما يخالف طبيعة الإنسان، إن في عباداتهم أو في أعمالهم. وهكذا كان الجميع، بعصيانهم، تحت الغضب الإلهيّ وسائرين إلى الهلاك والموت محرومين من الحياة الأبديّة.
وجاء المسيح، وقدّم ذاته ذبيحة عنّا على الصليب، وجعلنا في حالة مصالحة وسلام مع الله، الذي "بيّن محبّته لنا بموت المسيح لأجلنا"، حاملاً على عاتقه خطايانا ومانحًا إيّانا المصالحة والسلام. وبالإيمان بإنجيل الله، الذي يحمل إلينا بُشرى المصالحة مع الله ورجاء الحياة بموت المسيح وقيامته، ندخل "إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ومفتخرون في رجاء مجد الله". ونحن في نعمة المصالحة واحتسابنا كابناء الله الوارثين، مع المسيح البكر، لملكوته ومجده، علينا أن نجاهد محتملين بصبر، يُعبّر عن رجائنا بالله، الإمتحان والشدائد التي تواجهنا في حياتنا. وإذ نجاهد الجهاد الحسن حتّى نسمتنا الأخيرة نرقد على رجاء القيامة والحياة الأبديّة مُوْدعين أرواحنا في يديّ الربّ معطي الحياة. له المجد إلى الأبد. آمين.
الملائكة يحتشمون
يخبرنا النبي اشعياء في الإصحاح السادس في سِفره عن الرؤيا التي في نهايتها أرسله الله نبيًّا لينقل كلمته إلى الشعب، فيقول:
"1 فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ.
2 السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ.
3 وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
4 فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ وَامْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَاناً.
5 فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ».
6 فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ
7 وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».
8 ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: «مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَأَجَبْتُ: «هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي».
9 فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا.
10 غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى»."
في هذه الرؤيا، وبعد أن وصف النبيُّ السيِّدَ (الرب) في الهيئة الملوكية، يصف السّيرافيم، الطغمة الملائكية، وهم في خدمتهم المباشرة أمام مجد السيد القدوس. ومع كونهم – بحسب معنى اسمهم: السرافيم – مخلوقات متوهّجة وساطعة كلهيب نار متّقدة، فإنّه يضعهم في هيئة منظورة حسية، فهم واقفون كما يقف الخادم أمام سيّده، ولكل واحد منهم ستة أجنحة. وهذه الأجنحة الستة هي ما نركّز عليه اليوم في تذكّر معاني هذه الرؤيا الغنية جدًّا باللاهوت.
يصف اشعياءُ الملاكَ من السّيرافيم أنّه:
أوّلاً: باثنين (من الأجنحة) يغطي وجهه، وهذا ليشير إلى أنّه حتّى الملائكة النورانيّون أنفسهم يتواضعون في الحضرة الإلهية التي لا يمكنهم احتمال قوّة مجدها، ولا يجرُؤون على الإشخاص بأبصارهم مباشرة في وجه الله، بل يخشعون معبّرين عن احساسهم بحقارتهم أمام عظمة هذا المجد الإلهي. وثانيًا: باثنين يغطي رجليه، وهذه الحركة تأتي مكمّلة لتغطية الوجه، إذ إنّها تعبّر عن التواضع الكامل والخشوع الكلي بتغطية أعضاء الجسم كتعبير عن الاحترام والوقار والحياء أمام قدسيّة عظيمة كهذه. وأخيرًا، باثنين يطير، للدلالة على أن هذا الملاك النوراني الخاشع أمام الله هو في استعداد دائم لإتمام ما يُرسله الله إليه بأسرع ما يمكن.
ونحن، إذ بتنا نعيش في نوع من حضارة تفرض علينا كل شيء، حتّى التعرّي بلا حدود، فلنتذكّر ملائكتَنا في وقوفهم أمام ربّهم وربّنا، ولنتمثّل بهم، حتّى إذا ما لُمِسَت شفاهنا النجسة بالجمرة الإلهية (جسد والمسيح ودمه) وتطهّرنا من آثامِنا، نجاريهم في وقوفهم، ونستأهل أن ننادي معهم: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
الروح القدوس
في عملهما بين البشر، يتكامل أقنوما الثالوث الثاني والثالث. فلا يمكن النظر إلى عمل المسيح الفدائي بمعزل على العمل التقديسي الذي يقوم به الروح القدس. وكما قال أثناسيوس الكبير:
تجسَّد الكلمة حتى يصبح بامكانننا تقبُّل الروح القدس. فمن وجهة النظر هذه، كل "هدف" التجسد يكمن في ارسال الروح القدس يوم العنصرة.
وتشدد الكنيسة الأرثوذكسية كثيراً على عمل الروح القدس. وكما سبقت الإشارة، أن أحد المآخذ الأرثوذكسية على زيادة عبارة "والإبن" على دستور الإيمان اعتبارها تعبِّر عن ميل لإخضاع الروح القدس والتقليل من شأنه. وفي رأي القديس سيرافيم ساروفسكي، أن الهدف الوحيد للحياة المسيحية هو "اكتساب الروح القدس"، كما يقول في مستهل حديثه مع صديقه موتوفيلوف:
"الصلاة والصوم والسهرانيات وجميع الممارسات المسيحية، على الرغم من أهميتها بحدّ ذاتها، فانها لا تمثل قط هدف حياتنا المسيحية: فانها ليست سوى وسائل، ضرورية كل الضرورة، من أجل بلوغ هذا الهدف. ذاك أن الهدف الحقيقي للحياة المسيحية هو اكتساب روح الله القدوس. أما الصوم والسهرانيات والصلاة والصدقات وجميع الأعمال الخيرّة الأخرى التي تُعمل باسم المسيح، فليست كلها سوى وسائل لاكتساب روح الله القدوس. ويقتضي الانتباه بنوع خاص أن الأعمال الحسنة التي تُعمل باسم المسيح، هي وحدها التي تجلب الينا مواهب االروح القدس".
وعقّب فلاديمير لوسكي على ذلك بقوله: "هذا التعريف الذي يبدو لأول وهلة شديد التبسيط، يلخّص مجمل التقليد الروحي للكنييسة الأرثوذكسية". وكما يقول ثيودوروس تلميذ القديس باخوميوس: "لا شيء أعظم من اكتساب الروح القدس".
في العدد القادم سنحدد مكان الروح القدس في العقيدة الأرثوذكسية المتعلقة بالكنيسة. وسنرى بعد ذلك دور الروح القدس في العبادة الأرثوذكسية. ففي كل عمل يتعلق بالأسرار الكنسية، خاصة أثناء القداس الإلهي عند الإستحالة، تستدعي الكنيسة الروح القدس للحضور في وسطها. في كل نهار، عندما يتلو المسيحي الأرثوذكسي صلواته اليومية، يضع نفسه تحت حماية الروح القدس، فيستهل صلاته قائلاً: "أيها الملك السماوي، المعزّي، روح الحق، الحاضر في كل مكان وصقع والمالئ الكل، كنز الصالحات ورازق الحياة، هلم واسكن فينا، وطهِّرنا من كل دنس، وخلِّص أيها الصالح نفوسنا".
أخبارنا
صفحة للأبرشية على موقع الكتروني
جئنا نعلمكم بأن أبرشيتنا قد صار لها موقع الكتروني يمكن من خلاله الإطِّلاع على أخبار الأبرشية ورعاياها ومؤسساتها وجمعياتها الكنسية.
عنوان الصفحة هو: www.archorthotripoli.org
نشاط في رعية كفرعقا
تتشرف حركة الشبيبة الأرثوذكسية -فرع كفرعقا بدعوتكم لحضور نشاط توعية عن حوادث السير ومخاطرها يليه مناورة تقيمها جمعية Yasa بالإشتراك مع الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وذلك يوم الجمعة الواقع فيه 3 تموز 2009 الساعة السادسة مساءً على ملعب مار نهرا – كفرعقا.
عشاء لحركة الشبيبة الأرثوذكسية فرع البلدة
يطيب لحركة الشبيبة الأرثوذكسية في طرابلس- البلدة أن تشاركوها عشاءها الخيريّ الذي تقيمه برعاية صاحب السيادة المتروبوليت الياس قربان راعي الأبرشية وذلك مساء الجمعة الواقع في 3 تموز 2009 الساعة التاسعة ليلاً في ديوان سحر الشرق- الهيكليّة.
للراغبين الإتصال على الأرقام: 325212/03- 836676/70