الأحد 23 آب 2009

الأحد 23 آب 2009

23 آب 2009
الأحد 23 آب  2009
العدد 34
السنة الخامسة عشرة
اللحن الثاني  الإيوثينا الحادية عشرة
الأحد 11 بعد العنصرة
 
أعياد الأسبوع
 
23: وداع عيد الرقاد، الشهيد لوبس.
24: الشهيد في الكهنة أفتيشيس، قزما الإيتولي.
25: عودة جسد برثلماوس الرسول، الرسول تيطس.
26: أدريانوس ونتاليا الشهيدين ورفقتهما.
27: بيمن البار، فانوريوس الشهيد.
28: موسى الحبشي البار.
29: قطع رأس يوحنا المعمدان (صوم).
طروبارية القيامة            باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتِك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك. 
طروبارية الرقاد               باللحن الأول
 
في ميلادكِ حَفظْتِ البتوليَّةَ وصُنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهملتِ العالم وترَكتِهِ يا والدةَ الإله. لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنَّكِ امُّ الحياة. فبشفاعاتكِ أنقذي مِن الموتِ نفوسَنا.
قنداق رقاد السيدة        باللحن الثاني
 
إنّ والدةَ الإلهِ التي لا تغفَلُ في الشَّفاعات، والرّجاءَ غيرَ المردودِ في النجدات، لم يضبطها قبرٌ ولا موتٌ. لكن، بما أنها أمُّ الحياة، نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعِها الدائم البتوليّة.
الرسالة: 
1 كورنثوس 9: 2-12
 
قوّتي وتسبحتي الربُّ        
أدبًا أدَّبني الربُّ
 
يا إخوةُ، إنَّ خاتَمَ رِسالتي هوَ أنتم في الرب. وهذا هو احتجاجي عندَ الذينَ يفحصونَني. ألعلنا لا سلطانَ لنا أن نأكُلَ ونَشَرب. ألعلَّنا لا سلطانَ لنا أن نجولَ بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسلِ وإخوةِ الربِ وصفا. أم أنا وبَرنابا وحدَنا لا سلطانَ لنا أن لا نشتَغِل. مَن يتجنَّدُ قطُّ والنفقَةُ على نَفسهِ؟ مَن يغرِسُ كرمًا ولا يأكلُ من ثمرهِ؟ أو مَن يرعى قطيعاً ولا يأكُلُ من لَبَن القطيع؟ ألعلّي أتكلَّم بهذا بحسبِ البشريَّة، أم ليسَ الناموس أيضاً يقولُ هذا. فإنّهُ قد كُتبَ في ناموسِ موسى: لا تَكُمَّ ثَوراً دارِسًا. ألعلَّ الله تَهِمُّهُ الثِيران، أم قالَ ذلك من أجلِنا، لا محالة. بل إنَّما كُتِبَ من أجلنا. لأنَّه ينبغي للحارثِ أن يحرُثَ على الرَجاءِ، وللدارسِ على الرجاءِ أن يكونَ شريكاً في الرجاءِ. إن كُنَّا نحنُ قد زَرَعنا لكم الروحِيَّات أفيكونُ عَظيماً أن نحصُدَ مِنكُمُ الجسديَّات. إن كانَ آخرونَ يشتَرِكونَ في السُلطان عليكم أفلَسنا نحنُ أولى.لكنَّا لم نستعملْ هذا السُلطان، بل نحتَمِلُ كلَّ شيء لئلاَّ نُسبِّبَ تعويقًا ما لِبشارةِ المسيح.
الإنجيل: 
متى 18: 23-35 (متى 11)
 
قال الربُّ هذا المثَل: يُشبِِه ملكوتُ السماوات انساناً مَلِكاً أراد أن يحاسِبَ عبيدَهُ. فلمَّا بدأ بالمحاسبةِ اُحضِر إليهِ واحدٌ عليهِ عشَرَةُ آلافِ وزنةٍ، وإذْ لم يكنْ لهُ ما يوفي أَمَرَ سيدُهُ أن يُباعَ هو وامرأتُهُ وأولادُهُ وكلُّ ما لهُ ويُوفَى عنهُ. فخرَّ ذلكَ العبدُ ساجداً لهُ قائلاً تمهَّلْ عليَّ فأوفيَكَ كلَّ ما لََك. فَرَقَّ سيدُ ذلك العبدِ وأطلقَهُ وترك لهُ الدَّين. وبعدما خرج ذلك العبدُ وجدَ عبداً من رُفَقائهِ مديوناً لهُ بمئةِ دينارٍ، فأمسَكَهُ وأخذ يَخْنُقُه قائلاً أوفِني ما لي عليك. فخرَّ ذلك العبدُ على قَدَميهِ وطلبَ إليهِ قائلاً تمهَّلْ عليَّ فأوفيَكَ كلَّ ما لَك. فأبى ومضى وطرحهُ في السجنِ حتى يوفيَ الدَّين. فلمَّا رأى رُفقاؤُهُ ما كان حَزِنوا جدًّا وجاءُوا فأعْلَموا سيِّدَهم بكلِ ما كان. حينئذٍ دعاهُ سيّدُهُ وقال لهُ: أيُّها العبدُ الشّريرُ، كلُّ ما كان عليك تركتُهُ لك لأنّك طلبتَ إليَّ، أفمَا كان ينبغي لك أنْ ترحَمَ أنتَ أيضاً رفيقَك كما رحِمْتُك أنا. وغضِبَ سيّدُهُ ودفعهُ إلى المعذِّبينَ حتى يوفيَ جميعَ ما لهُ عليهِ. فهكذا أبي السماويُّ يصنعُ بكم إنْ لم تَتْركوا من قلوبِكم كلُّ واحدٍ لأخيهِ زلاَّتِهِ.
في الإنجيل
 
في هذا المقطع الإنجيلي يروي لنا البشير متَّى مثل العبد غير الشكور الذي لم يعرف الغفران والمسامحة رغم أنه حصل عليهما من سيده الذي سامحه بالدين الذي كان لَهُ عليه. لذلك ما عرف الشكران ولا شعر بقيمة المغفرة التي هي حاجة كل إنسان. إذاً عنوان هذا المثل: "المسامحة" التي شدد عليها الرب يسوع في تعاليمه فجعلها مدخلاً لملكوته السماوي. فبعد أن علّمنا الصلاة الربانية: "أبانا الذي في السموات..." والتي نطلب في بدايتها ملكوت الله "ليأتِ ملكوتك"، ننتهي بقولنا "واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه". وذلك ليقول لنا إننا لن نحصل على الملكوت إذا لم نتعهد مسامحة كل من أخطأ وأساء الينا. لذا يعطينا صورة الملك الذي يحاسب والعبد الذي يجب أن يتيقظ وهذه صورة عن التعهد. فالعبد يتعهد أمام سيده أن يلبي حاجاته وينفذ طلباته ويكون دائماً مستعداً. والإنسان المسيحي يتعهد أمام الرب أن يكون مسامحاً لإخوته مهما أساؤوا إليه، وإلا فما معنى قوله "كما نترك نحن لمن لنا عليه"؟؟ وإن بقيت هذه الصلاة مجرد كلام نردده بتواتر دون تنفيذ نكون مثل العبد غير الشكور الذي لم يترك الدين لمن له عليه رغم حصوله على المغفرة.
وهذا ما تميز به السيد المسيح إذ قال: شرط دخولك الملكوت هو تعاملك مع الآخر. لذا يجب على الإنسان المسيحي أن لا يجعل تصرفه مع الناس مستقلاً عن علاقته مع الله. فاستجابته للمحبة الإلهية تكون بمحبته ووداعته أمام الناس. ومن يتصرف عكس ذلك فهو يملك مفهوماً خاطئاً لمحبة الله، وهو يصبح مرائياً إذ يفعل غير ما يقول ويتعهد. وهذا واجب الكنيسة وواجب كل عضو فيها أن يحمل رسالة المحبة للآخر ويظهر استجابته للمحبة الإلهية عن طريق مسامحة الإخوة المسيئين إليه. المسيح على الصليب غفر للذين صلبوه، ونحن يجب علينا أن نتشبه به ونصلي اليه كي تكون عندنا القدرة والجرأة على مسامحة المذنبين الينا وهم إخوتنا، لأن الإنسان يلقى الإساءة كثيراً من الذين حوله دائماً، أي إخوته، وليس من البعيدين عنه. لذا قال السيد المسيح "أحبب قريبك كنفسك"، لأنه عارفٌ أن محبة القريب أصعب من محبة البعيد.
ألا أعطانا الله قوة لنحبَّ أكثر فنغفرَ أكثر ونسامحَ دائماً، عندها تكون صلاتنا "يا رب ارحم" نابعة من القلب بصدق وليس من اللسان فقط. آمين.
ما هي السعادة
 
في مناسبات مختلفة، يتمنى الناس السعادةَ بعضُهم لبعض. لكن، ما هي السعادة؟ كيف يمكن تحديدها؟ مفهوم الإنسان المعاصر للسعادة لم يتغيّر منذ الأزمنة الأولى، أي إن السعادة هي في إحراز المزيد من الأشياء المادية والتعاسة هي عندما يؤخذ من الإنسان ما يملك. حتى ولو وضعنا جانباً أخلاقية هذا المفهوم، يبقى العيب في جوهره لأن السعادة لا يحملها تكديس الممتلكات أو السلطة أو الصيت أو الملذات. الأشياء المادية عاجزة عن حمل السعادة الحقيقية، وهي لا تحمل إلا الحياة المملّة (taedium vitae) التي من بعدها يغمر الإحباط الإنسانَ بشكل يفوق ما كان قبلها. من المثير للاهتمام أن نشير إلى أن كلمة "سعادة" ("تيخي" في اليونانية القديمة) نادراً ما تَرِد في العهد القديم من الكتاب المقدس، دون أن تَرِد أيّ مرّة في العهد الجديد. التعبير واسع جداً وغير دقيق. والكلمة بحدِّ ذاتها لا معنى لها. بالمقابل، يستعمل الكتاب المقدس عبارة أكثر وضوحاً وتحديداً: "الفرح" ("خارا" في اليونانية القديمة) التي تشكّل السعادة إحدى مكوناتها.
يقول السيد المسيح عن الفرح: "لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ". وهو أيضاً يشير إلى مصدر هذا الفرح: "إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ" (يوحنا 15: 10 و11). هنا يكمن الجواب على السؤال الذي منذ الدهور. السعادة الحقيقية والفرح الحقيقي هما أن نحبَّ الله ونكون معه. هذا ما يؤكّده الرسول بولس بشكل كامل في قوله: "لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ" (روما 14: 17). ويضيف يوحنا: ”...ولاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ" (يوحنا 16: 22)، ما يعني لا شيء ولا أحد، لا العذاب ولا الحرمان ولا الاضطهاد ولا حتّى الموت. 
هذا الكلام لا يفهمه جيداً إلا المتسالمون مع أنفسهم من جهة هذه المسألة البشرية القديمة، وهم الذين وجدوا السعادة: القديسون والذين أرضوا الله في الماضي والحاضر. ما هو إذاً مصدر هذا الفرح؟ الجواب بالطبع هو الإيمان. لكن كإيمان شكليٍّ لا حياة فيه بلا جهاد روحي بطولي (فالشياطين تؤمن وتقشعر)، بل بالأحرى كإيمان منعِش فاعل يعيش في قلب نقي مستدفئاً بنعمة الله، إيمان متوهّج بمحبة الله ورجاء مدعِّم فيه. يقول أحد الكتّاب المسيحيين المعاصرين أنّه لا يكفي أن نؤمن بالله بل يجب أن نصدّقه أيضاً. كلمات الطِلبة "لنودِع ذواتنا وبعضنا بعضاً وكل حياتنا للمسيح الإله" تصف الإيمان المسيحي بشكل صحيح. إنها إيداع كامل واثق بَنَوي للذات بين يدي الله. هذا هو ما يفتح، الآن كما في الماضي، أبواب السعادة الحقيقية. إذا وثق المسيحي بالله يكون مستعداً لتقبّل أيّ شيء منه: الملكوت أو الجحيم، الآلام أو التعزية، لأنّه يعرف أنّ الله حسن بشكل لامتناهٍ. إنّه يعاقبنا لخيرنا. إنّه يحبنا كثيراً حتّى أنّه مستعد أن ينقل السماء والأرض ليخلّصنا. إنه لا يخدعنا، ولا لأي سبب، وسوف يخلصنا بأي شكل. يعبّر القديس أوغسطين عن ذلك بالقول: "الملاذ الوحيد من غضب الله هو عطفه".
مع هذا النوع من الفهم، يسكن الفرح والنور بشكل راسخ في قلب المسيحي، ولا يبقى مكان للغمّ. فيفهم المسيحي أن العالم، هذا الكون غير المحدود، هو لله إلهه. ما من حَدَث، من الأصغر إلى الأعظم، ممكن أن يتمّ من دون إرادته، وهو يحب الإنسان بشكل لامتناهٍ. حتّى هنا على الأرض، هو يسمح بدخول ملكوته، كنيسته المقدسة، وهو لن يطرد الإنسان أبداً من ملكوته طالما هو مخلص له. فوق هذا، إذا سقط يرفعه ما إن يدرك خطيئته ويذرف دموع التوبة. لهذا ينبغي أن يثق بأن خلاصه وخلاص كل الناس هو في يدي الله. الموت قد غلبه المسيح. الفرح والبركة الأبدية ينتظران المؤمنين "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1كورنثوس2: 9). فلْيساعدنا الله الكليُّ الرحمة على بلوغ الثقة الكاملة به. ولْيجددنا نحن الضارعين إليه!
أخبــــارنــــا
من أخبار السنة البولسية
 
يجتمع بدعوة من Apostoliki Diakonia في القديسة بربارة في أثينا مجموعة من الإكليريكيين الكاثوليك الذين يتابعون دورات في اللاهوت الأرثوذكسي واللغة اليونانية. وقد قاموا بزيارة مشتركة مع زملاء أرثوذكسيّين إلى كورنثوس حيث استقبلهم مطران المدينة وزار وإياهم مدينة كورنثس القديمة حيث بشّر الرسول بولس. أمّا في تركيا فقد عُلِم أن الدولة التركية سوف تسمح بالصلاة في طرسوس مكان ولادة الرسول بولس حيث سوف يعود أحد المتاحف إلى أصله ككنيسة ويصير محجة للمؤمنين.
التعاون المسيحي في أوروبا
 
خلال الذكرى الخمسين لإقامة مجلس الكنائس الأوروبية وذلك نهار الأحد المنصرم في ليون، بمشاركة 750 ممثلاً عن 126 مجموعة مسيحية مختلفة، طلب البطريرك المسكوني برثلماوس الأول انضمام الكاثوليك إلى مجلس الكنائس الأوروبية، مستنداً إلى الثمار الجيدة التي يحملها التعاون بين المجالس الأسقفية الكاثوليكية في أوروبا ومجلس الكنائس الأوروبية. حاليًا، الكاثوليك ليسوا جزءًا من مجلس الكنائس الأوروبية، رغم أنهم يتعاونون بشكل حثيث مع هذا المجلس. واعتبر برثلماوس أن مستقبل أوروبا الجديدة سيكون "مظلمًا وغير أكيد" بمعزل عن القيم الروحية المسيحية. ولذا، بنظر برثلماوس الأول، سيساعد مجلس الكنائس الواحد على تعزيز أكثر فعالية للحوار بين الكنائس الأوروبية من جهة والمؤسسات الأوروبية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وتجعل شهادة المسيحية أكثر مصداقية أمام المؤسسات الأوروبية. وقد لاقى طلب البطريرك تجاوباً من كثير من المراجع الكاثوليكية.
كنيسة بلغاريا ترفض الحوار الحالي مع الكاثوليك
 
ذكرت وكالة رومفيا الكَنَسيّة البلعارية أن المجمع البلغاري لن يرسل موفَداً إلى اللقاء المقبِل للحوار الأرثوذكسي-الكاثوليكي الذي سوف يجري في قبرص بين 16 و23 تشرين الأول المقبِل. وقد جاء هذا القرار بعد إعادة النظر وتقييم اللقاءات السابقة، خصوصاً الأخير منها الذي تناول دور أسقف روما في الجماعة الكنسية في الألف الأول. لم يرَ المجمع أنّ أيّ تقدّم في أمور العقيدة قد تحقق. في الوقت عينه رأى المجمع أن هذه اللقاءات يمكن تحويلها إلى مناقشة مواضيع إنسانية أو اجتماعية وأعلن استعداده للمشاركة في تلك الحال