العائلة للمثلَّث الرحمات غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم[1]
... الزواج مكرَّم في نظرنا. إنّه سرّ إلهيّ في الكنيسة المقدّسة، ولكن إلى أيّ حدّ؟ لِمَ نفعل بهذا السرّ ما نفعله بالمعموديّة؟ في المعموديّة انتهى التغطيس وانتهت المعموديّة، وفي الزواج انتهى الإكليل وانتهى عمل الروح القدس.
إنّنا أيّها الأحبّاء نقع في هذه التجربة، ومعنى ذلك أنّ الوحدة الحياتيّة التي فيها نعيش والتي تكرّست كنيسة صغيرة جديدة، هذه الوحدة لم تعد مركّزة على الإيمان. وبكلام آخر بدل أن تندمج في شعب الله انعزلت عنه.
لماذا لا تقوم صلوات جماعيّة في البيوت؟ أيّ أب أو أُمّ تطلب من أولادها أن يذكروا اسم الله إنْ صباحًا أو مساء، قبل الطعام وبعده...
هل يحدث هذا في عائلاتنا؟ لست أدري! ولكنّي متأكّد أنّ الكثيرين لا يفعلون ذلك. هل يُقرَأ الكتاب المقدّس في فترات متقطّعة؟ أذكر لكم حسب اختباري الشخصيّ أنّنا ننتمي إلى الحياة العالميّة من خلال قراءتنا للصحف والمجلّات...
أكثر بكثير ممّا ننتمي إلى شعب الله العائش بكلمة الله والذي يجعلها أساسًا لحياته الإيمانيّة. كيف يمكن أن تنتمي إذا لم تكن جادًّا في انتمائك وإذا لم تكن تحبّ أن تستزيد من النعمة التي تُقدَّم إليك من خلال الكتاب؟
وأيضًا في العائلة، من المؤلم أيّها الأحبّاء أن ينسى الآباء في كثير من الأحيان أنّهم يؤلّفون عائلة مسيحيّة مؤمنة منتمية إلى شعب الله. لذلك فهم لا يجدون أنّ من واجبهم أن يعطوا المثل الصالح للأولاد إن بالتصرّف أو بالكلام. أنا أعرف أنّ هنالك مآسٍ في حياة العديد من عائلاتنا لأنّ الآباء لا يشعرون أنّ الصغار ينقلون عنهم كلّ شيء وأن الكلمة التي يتلفّظون بها قد لا ينساها الولد طيلة حياته، وقد تقلب شخصيّته رأسًا على عقب.
أسمع الزوج والزوجة يتخاطبان بطريقة غير لائقة ويتصرّفان أمام الصغار بطريقة لا تساعد على إنماء شخصيّتهم، وهؤلاء الأطفال هم أيضًا من شعب الله وقد انتموا إليه بالمعمودية ويجب أن يتعلّموا. وهنا أتساءل:
ماذا يُعمَل حتّى يتعلّم الأطفال؟ ليس في كلّ الأماكن مدارس أحد، وفي العائلات تدريس ما هو دينيّ ضعيف. نعيّد لميلاد فلان وفلان خارج الكنيسة، نعلّم الأناشيد من كلّ الأنواع ما عدا النشيد الذي يخصّ القدّيس الذي سمّي الطفل على اسمه في المعموديّة...
الطفل يعرف كلّ أصدقائنا ما عدا الكاهن. لا بل أكثر من ذلك، نحن شعب الله، في كثير من الأحيان، أيّها الأحبّاء، أولادنا "يحتقرون" الكاهن و"شكله" وهم لا يرون في صباحه بادرة خير وفي مسائه مثل ذلك.
وهذا يعني أنّنا نزرع في صميم أطفالنا البغضاء للكهنوت... أيّها الأحبّاء، يجب أن نعلّم الأطفال. إذا كنّا نريدهم بالفعل أن ينتموا إلى شعب الله وأن يتمجّد الله بهم وبواسطتهم، يجب أن نعلّمهم أنّ الكنيسة مكان للخدمة وأنّ الكاهن هو خادم لها، أدرك ذلك أو لم يدرك... لنسع كي يحبّ أولادنا أن يخدموا الله وشعب الله.
أرجو أن يكون كلّ واحد رسولًا لأقربائه وأصدقائه في كلّ مكان. يجب أن نعلم أنّ الانتماء إلى الكنيسة المقدّسة لا يكون بتذكرة الهويّة ولكن بأن نعطي الكنيسة أعزّ ما لدينا.
[1] مواقف وأقوال. إصدار جامعة البلمند لعام 2001. ص 158.